Writing
انظر بقلبك
فالعين تصاب بالعمى من وهج الضوء
كما الظلام
.
.
.
أغمض عينيك ودع
ضوء الكون ينساب إليك
هادئاً
بطيئاً
دافئاً
فيغمر قلبك حباً
وتطفو في سماءٍ
من نورٍ وضياء
حالماً بالتجلي الأخير
أتضرع للقمر
بأن يمنحني معجزة أخيرة
بأن ينشق أمامي
أو يبعث بحمامة لترقص
عند باب الكهف
أسير وحيداً في ليلي
أغض النظر عن الغزالات
وهي تخبئ صغارها عني
أنبش في أشلائي عند أول البئر
أنبشها جيداً
علي أجد في أمسي بقايا ذراعٍ ممزقٍ
أو قلب
كنت أطعم فراخ العصافير
قليلاً من القمح النابت في قلبي
والآن لم يبق فيه سوى سنبلة واحدة
على ضفة بركة ماءٍ عفنٍ
ماذا قلت للقمر
حتى أضاء نصف عالمي الآخر
وأبقى على جسدي غارقاً
في سكونٍ ثقيل ؟
غارقاً
فيما عجزت العصافير عن إنشاده
في الفراغ الذي أغفله الرب
أثناء التكوين الأول
أقول للمنسي في هذا الزمان
انهض
فهناك شيئاً باقياً لتقاتل من أجله
أو تقتل
انهض
فلم تُخلق لتُنسى
وتقول:
” إن سقطت سقوطي الأخير
فلن أعرف هزيمة بعد ذلك! “
لا تحمل قلبك في جيبك
لا تغني له
لا تقدم له الشاي
أو كعكة الليمون
ولا تحدثه عن أدب هوميروس
وأقداح باخوس
لا تربط له حذائه
أو تسجل مقطع فيديو لخطواته الأولى
ولا تنصحه
فهو ليس صديقك
دعه لفوضويته
ليحيا هو
وتحيا أنت
18 تموز 2020
رفعتني الأحلام
إلى منزلة الأنبياء
والنار قتلتني
كما يقطع السيف الوردة
كما يقطع حبات الكرز
عن شجرة العصافير
ستصبح الأرض دائرية أكثر
ولن يعيش عليها سوى من استطاع الرقص
على رفاة الموتى
فعلينا نحن
رعاة الأزهار الوردية
أن نتعلم العيش على هيئة الغيم
أن نمطر غداً
عندما نرى أرضاً مألوفة الملامح
من الاعلى
قتل الراوي هذه الليلة
لأنهم لايرغبون بأحد
أن يبوح غدا
عن اسم قاتل الحمام
في باحة المسجد
أو من داس عن قصدٍ
قصر رمالٍ
على شاطئ البحر
خذيني هذه الليلة
ابعديني عن هذا المسرح الجنوني الأزلي
الذي يقتل فيه الممثلون
الجمهور الصامت
أعيديني إلى لحظة رفع الستار
لأعلن عن ختام المسرحية
فأسدل الستار
وأطرد الحضور
تسألني من أنا؟
أنا النور الخافت في غياهب هذا الكون
أنا البياض في جناح الغراب
إذا اقتربتِ قليلاً مني
ستسمعيني أقول لك بأنني هنا
وإذا ابتعدتِ قليلاً عني
سينسى ذكري الباقون
فتعالي معي إلى ضفاف البركة التي
استحمت بها عشتار لأول مرة
هناك يقف حصانٌ منهكٌ من الحرب
تارةً يموت
وأخرى يستيقظ
فيتلو علي أسماء الجنود جميعا
الذين قُتلوا قبل ولادتهم
ويخبرني بأنه سيعود غداً
بأسماءٍ جديدة
ويمضي
تقول لي : ربما لن يعود!
فأسألها من سيخبرني باسمه؟
فتقول لي : لا تقلق
فللموت رُسلاً بعدد النجوم
ومن مات اليوم
كان رسولاً في الأمس
فماهو الخلود إذاً؟
فتقول لي: الخلود أن ترفع يديك عالياً
لتتلو صلاتك بأعلى صوتك
حتى يحين موعد اسمك
فلا تسمعه.
محمد الحصيني
30 نيسان 2017